القائمة الرئيسية

الصفحات


    كنتُ في غرفتي المظلمة وحيدا. واسمحوا لي أن أسأل: متى كنت مع أحدٍ غيري، حتّى أضيف نعتَ «وحيد»؟ وعلى كلّ حالٍ: أشغلتُ المصباح الهَرْءَ، كان كذُبالةِ نجمٍ هرِم يُرسل آخر أنفاسه قبل الموت المحقّق له. قابلتُ أشعّته، أمسكتُ المرآة؛ كلّ ما أنظر إلى المرآة أُبعِدُ وجهي عنها، أنا شخص بكلّ صراحة يكره وجهه، بل يمقته ويتمنّى لو خُلِق بصورة أجمل. لقد كانت فترة مراهقتي عبارة عن صُوَر ضخمة للتنمّر من طرف كلّ شخصٍ ألتقي به، بل حتّى أنّ أفراد أسرتي التّي جئتُ من صلبها اللّعين فعلوا ذلك، كنت أستمتعُ بذلك بقدرِ ما أضيق به، نحنُ نحبّ الشّفقة على أنفسنا كما تعلمون. مرّرتُ لساني على زُجاجة المرآة، مسحتها كلّها بهذا اللّسان الذّي يجيد التّلاعب بالقطع لا بالأفواه، ثمّ ضربتُ بها عرض الحائط، توزّعت شظايا من هُنا وهُناك على الأرض، لم أكترث لذلك، حدث مع روحي نفس الشّيئ فلَمْ أكترث، هل سأهتمّ بقطعة زُجاج؟ أو قطعة لحميّة من وجهي؟ فليقولوا ما شاؤوا، فليصمتوا، لا أهتمّ. جرحتني إحدى القطع، اندلق من جلدي الدّم دبِقا ساخنا، لعقتُ بالسّبّابة بعض القِرمزيّة الجميلة، حسبتُ أنّ طعمه حُلوٌ، لكن يا حسرتاه كلّ شيئ في هذه الحياة مالح؛ حتّى الدّم. نحنُ أشخاصٌ حمقى جدّا، نعتبر أنّ الجميع ضدّنا، لكن لا أحد يكثرت لأمورنا في الحقيقية، أنا لا أكترث لحالي، فكيف للنّاس أن يفعلوا ذلك. إنّهم يظنّون أنّهم يعرِفون نفسك أحسن منكَ، لكنّهم في الأخير مجرّد أشخاص تُضاف أسماؤهم إلى قائمة السُّذّج.

    يُمكنك إكمال مطالعة القصّة القصيرة (PDF) من هُنا: الجاهل PDF.

هل اعجبك الموضوع :
author-img
مُجرّدُ شخصٍ كانَ، ولا زال يُكافِح من أجلِ أن يكون.

تعليقات