القائمة الرئيسية

الصفحات

   


    وقف أمام آخر الغرفة، كانت رجلاه ترتعد، زاد تصبّب عرقه، شعر أنّه سفينة تغرق في بحر التّوتّر. لاح من تحت الباب نور ذهبيّ باهت، وزكمت أنفَه رائحة قويّة، لم يدرِ – للأمانة - كُنهها، ولا مردّها. فتح الباب برفق كأنّما يحنو على طفل صغير، وطأ أرضية الخطيئة أخيرًا. كانت غرفة جدّ صغيرة، بالكاد تتّسع لشخصين - أو جسدين -، لكنّ: «نار الشّهوة تُبدّد الضّيق الخانق» فكّر. سرير يرتمي في الرّكن الأوّل – أقبح ما شاهد من الأسرّة -، وكرسيّ خشبيّ بالكاد يقوم بنفسه في مكان قصيّ، وكتلة لحمية مقهورة، كأنّها شمعة ترسل آخر خيطٍ للنّضارةِ والشّباب، مرميّة أشلاءً على ظهر الأرض. انتفضت لفتح الباب وكَفْكَفت دموعها التّي أحدثت ندًى رقراقا على البلاط، ينعكس عليه الضوء الخافت، رفعت رأسها وطفِقت تمسح شعرها الأشقر، وتحاول – عبثا - تنظيمه، مع ترتيب ثيابها الخفيفة المنثورة على بدن أُكِل منه ورُمي في آخر العشاء.

    يُمكنك إكمال مطالعة القصّة القصيرة (PDF) من هنا: تلك المرأة PDF.

هل اعجبك الموضوع :
author-img
مُجرّدُ شخصٍ كانَ، ولا زال يُكافِح من أجلِ أن يكون.

تعليقات